بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
حديث أبي ذر رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
حديث أبي ذر رضي الله عنه
11/01/2002-27-شوال-22
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله. فيما كانت صحف موسى، قال: كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمئن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لم يعمل. قلت يا رسول الله، أوصني. قال: أوصيك بتقوى الله فإنها راس الأمر كله، قلت يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل، فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء، قلت يا رسول الله زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت يا رسول الله زدني، قال: عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي، قلت يا رسول الله زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت يا رسول الله زدني، قال:انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر أن لا تُزدرى نعمة الله عندك، قلت يا رسول الله زدني، قال: قل الحق وإن كان مُراً، قلت يا رسول الله زدني، قال:لِيَرُدُّكَ عن الناس ما تعلمُه من نفسِك ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيباً أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك، وتجد عليهم فيما تأتي. ثم ضرب بيده على صدري فقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسنِ الخلق….
أيها الأحبة الكرام
لقد امتلأت الأرض من الشر ووسائله، وضجّت وما فيها من حصل من المعاصي، وإن شئت فزُر أي جهة في العالم ترى ما يتقطع له قلبُك حسرات. أُفتُتِنَ الناسُ بزخارف الدنيا، فاستولت على قلوبهم وملكتها، فنسوا يوم الحساب، ونسوا الله فنسيهم. وأصبحت المعاصي أمراً مألوفاً عند كثير من الناس، والمستقيمون غُلبَ على أمرهم فلم يستطيعوا إزالتها، فتمادى المجرمون على انتهاك الآداب فتفاقم الخطب ثم تفاقم، إلى أن التهبت الدنيا بالموبقات…… عمَّ الزنا الذي هو من كبائر الذنوب، حتى صار الغيور المنكر له المقبِّح، يسمى رجعياً لا يعرف معنى الحرية والتحرر، مع أن الزنا من بين المعاصي عار تسوَدُّ له الوجوه، وتتنكس له الرؤوس، وتتهدمُ به بيوت المجد العالية.. لقد هان التعاملَ بالربا، مع أنه من بين سائر المعاصي قد توعد الله فاعله المستمرَّ على التعاملِ به بالحرب.{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين*فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلك رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون}… لقد قارف كثير من الناس المسكرات مع أنها أم الخبائث، وصار يتفنون بكيفية استخدامها كالخمر والمخدرات والحشيش وغيرها… لقد هانت شهادة الزور مع أنها من عظائم الذنوب، وصار الواحد يبيع شهادته على أبواب المحاكم بثمن بخس… وهذه جريمة اللواط قد انتشرت انتشار الوباء مع أن القرآن يحكي عن أمةٍ كانت تفعل ذلك فخُسِفَ بها وأُمطرت حجارة من سجيل… وأما والأرض فقد هان اغتصابها، لأن الوطن هان اغتصابُه.. ومغتصبه من أنذل أمم الكون..يهدم البيوت على رؤوس أصحابها ونحن نقف متفرجين وكأن الأمر لا يعنينا، هل بعد هذا الظلم من ظلم، أطفال بالعراء والبرد والشتاء، أليسوا أطفال مسلمين، الله أكبر والله إن الإنسان العاقل ليحنَّ على الحيوان عندما يكون في البرد والشتاء فكيف بالإنسان وليس أي إنسان إنه من ذوي القربى ومن أمة النبي الكريم . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم……وأما الأموال والأعراض فحدِّث عن الاستخفاف بها ولا حرج.. وهذا الغش فقد صار عادة لا يكاد يسلم منه متعامل…. هذا وأضعافُ أضعافِ حاصلٌ في هذا العصر المظلم الحالكِ الذي فيه عادت غربة الدين…
سمّوك يا عصر الظلام سفاهةً
عصر الضياء وأنت شر الأعصُرِ
وتقدّمت فيك الحضارةُ حسبما
قالوا فيا وحشةَ المتحضِّر
يا أيها الأحبة الكرام
فأما الظلم وما أدراك ما الظلم فهو الداء العضال، والمرض المستشري في الصغار والكبار، بين الأقارب والإخوان والخلان وبين الجيران وفي الأسر. حتى ضاعت الحقوق وأصبح صاحب الحق حيران. يقول النبي فيما يرويه عن ربه عز وجل: إني حرَمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا..
أيها المؤمنون
إن الظلم شنيع وعاقبته قبيحة وخيمة، فمن مات قبل ردِّ المظالم إلى أهلها، أحاط به خصماؤه يوم القيامة، فهذا يأخذ بيده وهذا يقبض على ناصيته وهذا يمسك به وهذا يتعلقُ بلُبَبِه، وهذا يقول ظلمني فغشني وهذا يقول خدعني وهذا يقول بخسني وهذا يقول قذفني واتهمني وهذا يقول أكل مالي وهذا يقول شتمني وهذا يقول اغتابني وهذا يقول كذب علي وهذا يقول قطع رحمي وهذا يقول جاورني فأساء مجاورتي وهذا يقول رآني مظلوماً فلم ينصرني وهذا يقول رآني على منكر فلم ينهني وهذا يقول جحد مالي وهذا يقول باعني فأخفى عنّي عيب السلعة، وهذا وهذا وبينما الظالم على تلك الحال المخيفة التي لا ترى فيها بعضه من كثرة من تعلق به من الغرماء وهو مبهوتٌ متحيّرٌ مضطربَ الفكر والعقل، إذ قرع سمعه نداء الجبار جل وعلا وتقدست أسماؤه {اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم}… المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أُخذ من سيئاتهم فطُرِحت عليه ثم طُرحَ في النار. نسأل الله تعالى السلامة.
أحسبت أنك يا ابن آدم تُهمل وتترك فلا تُعاقب، تَظلم وتتقلب في الظلم كيف شئت ولا تُحاسب، أنسيت قولهإن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)(والذي نفسي بيده إنه ليختصم أي يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا)
فالتوبة التوبة. تفكر الآن في نفسك، إن خلت صحيفتُكَ من المظالم وعفى الله عنك ورحِمَك، وقد خلع عليك خَلعة الرضا وعدت بسعادة ما بعدها شقاء، عند ذلك طار قلبكَ سروراً وأُنساً وابتهاجاً وفرحا، وصرت من الحزب الذين ابيضت وجوهُهُم واستنارت، تمشي بين الخلائق رافعاً رأسك خالياً ظهرك من الأوزار، يُعرف في وجهك نضرة النعيم….
وأن تكن الأخرى والعياذ بالله بأن خرجت صحيفة البعيد مملوءة بالمظالم ومقته ربه ولعنه، ونكّس المجرم رأسه، مسوَدَّ الوجه أزرق العينين من العذاب، وأخذته الزبانية يسحبونه على وجهه في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا على ملأ من الخلق وهم ينظرون إليه وهو ينادي بالويل والثبور.{لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً}. فما أعظم جُرم من يستتر ويحترز خشيةَ الافتضاحِ من الناس، ولا يخشى الافتضاح عند علام الغيوب.
أيها الكرام
علينا أن نشحذ الهمم ونقوّي العزيمة في نفوسنا حتى ننتصر على جحافل الشياطين، ونحول هزيمتنا منه إلى نصر عليه. لهذا علينا أن نعلم ونعمل، ولا نعمل إلا بعلم، حتى يكون عملنا تاماً يحبه الله تعالى، خالصاً من الرياء والشبهة، نزيهاً من الغرور والكبرياء. لأن الغرور آفة كل خير ونهاية النهاية لا بدايتها، ومن الغرور أن تعجب بعملك والله أعلم به، لا تدري لعله فتح أمامك باب العمل وأغلق دونك باب القبول.
على هذا اسمحوا لي أن أختم الخطبة بهذه القصة التي تُحكى عن عابد ظل يعبد الله خمسمائة عام، لا معصية ولا خطيئة، وكان هذا العابد يقض أيامه ولياليه صائماً قائماً، راكعاً ساجداً ذاكراً لله، وقد دعا هذا العابد بثلاث دعوات: أن يموت ساجداً وألا يأكله الدود وأن يبعث في أمة وحده.
فاستجاب الله تعالى وقبل دعاءه، وبعد وفاته وقابل جبار السماوات والأرض تبارك وتعالى، فأمر الله تعالى ملائكة الرحمة أن تأخذ بيده إلى الجنة برحمته تبارك وتعالى. فرفض هذا الرجل وقال: بل أريد أن أدخل الجنة بعملي (الغرور) فقالت الملائكة بل برحمة الله، قال بل بعملي، فقال الله تعالى للملائكة إنه أبا الفض فعاملوه بالعدل، وأحضرت الملائكة صحفه الخمس، صحيفة الأوامر وصحيفة الحقوق وصحيفة النواهي وصحيفة الواجبات وصحيفة النِعَم…. أما صحيفة الأوامر فقد أداها كما أمر الله على خير أداء فنجا جزء منه، وأما صحيفة النواهي فقد انتهى عن كل ما نهى الله فنجا جزء آخر منه وأما صحيفة الحقوق فقد أدى ما عليه من الحقوق كما أمر الله فنجا جزء آخر منه وأما صحيفة الواجبات فقد أداها كما يجب وكما أمر الله فنجا جزء منه، فلم يبق إلا الخمس منه، ثم جيء بصحيفة النّعم، وهنا نتذكر نعمة الغيث التي أنعم الله بها علينا هذه الأيام رحمة بالأطفال الرضع والبهائم الرُتّع، علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي جاءت بعد قنوط، لا أن نزيد في المعاصي. وأعود إلى ذلك الرجل عندما جيء بصحيفة النعم، وزنوا عبادة خمسمائة عام في مقابل نعمة واحدة وهي البصر فقط، فأطاحت نعمة البصر بعبادة خمسمائة عام وأمر الله به إلى النار، عندها جعل ينادي يا ري برحمتك برحمتك، حتى النبي يقول إلا أن يتغمدني الله برحمته. أو كما قال ويا فوز المستغفرين استغفروا الله.إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبينين ويجعل لكم أنهاراً………………
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله. فيما كانت صحف موسى، قال: كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمئن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لم يعمل. قلت يا رسول الله، أوصني. قال: أوصيك بتقوى الله فإنها راس الأمر كله، قلت يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل، فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء، قلت يا رسول الله زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت يا رسول الله زدني، قال: عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي، قلت يا رسول الله زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت يا رسول الله زدني، قال:انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر أن لا تُزدرى نعمة الله عندك، قلت يا رسول الله زدني، قال: قل الحق وإن كان مُراً، قلت يا رسول الله زدني، قال:لِيَرُدُّكَ عن الناس ما تعلمُه من نفسِك ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيباً أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك، وتجد عليهم فيما تأتي. ثم ضرب بيده على صدري فقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسنِ الخلق….
أيها الأحبة الكرام
لقد امتلأت الأرض من الشر ووسائله، وضجّت وما فيها من حصل من المعاصي، وإن شئت فزُر أي جهة في العالم ترى ما يتقطع له قلبُك حسرات. أُفتُتِنَ الناسُ بزخارف الدنيا، فاستولت على قلوبهم وملكتها، فنسوا يوم الحساب، ونسوا الله فنسيهم. وأصبحت المعاصي أمراً مألوفاً عند كثير من الناس، والمستقيمون غُلبَ على أمرهم فلم يستطيعوا إزالتها، فتمادى المجرمون على انتهاك الآداب فتفاقم الخطب ثم تفاقم، إلى أن التهبت الدنيا بالموبقات…… عمَّ الزنا الذي هو من كبائر الذنوب، حتى صار الغيور المنكر له المقبِّح، يسمى رجعياً لا يعرف معنى الحرية والتحرر، مع أن الزنا من بين المعاصي عار تسوَدُّ له الوجوه، وتتنكس له الرؤوس، وتتهدمُ به بيوت المجد العالية.. لقد هان التعاملَ بالربا، مع أنه من بين سائر المعاصي قد توعد الله فاعله المستمرَّ على التعاملِ به بالحرب.{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين*فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلك رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون}… لقد قارف كثير من الناس المسكرات مع أنها أم الخبائث، وصار يتفنون بكيفية استخدامها كالخمر والمخدرات والحشيش وغيرها… لقد هانت شهادة الزور مع أنها من عظائم الذنوب، وصار الواحد يبيع شهادته على أبواب المحاكم بثمن بخس… وهذه جريمة اللواط قد انتشرت انتشار الوباء مع أن القرآن يحكي عن أمةٍ كانت تفعل ذلك فخُسِفَ بها وأُمطرت حجارة من سجيل… وأما والأرض فقد هان اغتصابها، لأن الوطن هان اغتصابُه.. ومغتصبه من أنذل أمم الكون..يهدم البيوت على رؤوس أصحابها ونحن نقف متفرجين وكأن الأمر لا يعنينا، هل بعد هذا الظلم من ظلم، أطفال بالعراء والبرد والشتاء، أليسوا أطفال مسلمين، الله أكبر والله إن الإنسان العاقل ليحنَّ على الحيوان عندما يكون في البرد والشتاء فكيف بالإنسان وليس أي إنسان إنه من ذوي القربى ومن أمة النبي الكريم . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم……وأما الأموال والأعراض فحدِّث عن الاستخفاف بها ولا حرج.. وهذا الغش فقد صار عادة لا يكاد يسلم منه متعامل…. هذا وأضعافُ أضعافِ حاصلٌ في هذا العصر المظلم الحالكِ الذي فيه عادت غربة الدين…
سمّوك يا عصر الظلام سفاهةً
عصر الضياء وأنت شر الأعصُرِ
وتقدّمت فيك الحضارةُ حسبما
قالوا فيا وحشةَ المتحضِّر
يا أيها الأحبة الكرام
فأما الظلم وما أدراك ما الظلم فهو الداء العضال، والمرض المستشري في الصغار والكبار، بين الأقارب والإخوان والخلان وبين الجيران وفي الأسر. حتى ضاعت الحقوق وأصبح صاحب الحق حيران. يقول النبي فيما يرويه عن ربه عز وجل: إني حرَمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا..
أيها المؤمنون
إن الظلم شنيع وعاقبته قبيحة وخيمة، فمن مات قبل ردِّ المظالم إلى أهلها، أحاط به خصماؤه يوم القيامة، فهذا يأخذ بيده وهذا يقبض على ناصيته وهذا يمسك به وهذا يتعلقُ بلُبَبِه، وهذا يقول ظلمني فغشني وهذا يقول خدعني وهذا يقول بخسني وهذا يقول قذفني واتهمني وهذا يقول أكل مالي وهذا يقول شتمني وهذا يقول اغتابني وهذا يقول كذب علي وهذا يقول قطع رحمي وهذا يقول جاورني فأساء مجاورتي وهذا يقول رآني مظلوماً فلم ينصرني وهذا يقول رآني على منكر فلم ينهني وهذا يقول جحد مالي وهذا يقول باعني فأخفى عنّي عيب السلعة، وهذا وهذا وبينما الظالم على تلك الحال المخيفة التي لا ترى فيها بعضه من كثرة من تعلق به من الغرماء وهو مبهوتٌ متحيّرٌ مضطربَ الفكر والعقل، إذ قرع سمعه نداء الجبار جل وعلا وتقدست أسماؤه {اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم}… المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة وقد ضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أُخذ من سيئاتهم فطُرِحت عليه ثم طُرحَ في النار. نسأل الله تعالى السلامة.
أحسبت أنك يا ابن آدم تُهمل وتترك فلا تُعاقب، تَظلم وتتقلب في الظلم كيف شئت ولا تُحاسب، أنسيت قولهإن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)(والذي نفسي بيده إنه ليختصم أي يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا)
فالتوبة التوبة. تفكر الآن في نفسك، إن خلت صحيفتُكَ من المظالم وعفى الله عنك ورحِمَك، وقد خلع عليك خَلعة الرضا وعدت بسعادة ما بعدها شقاء، عند ذلك طار قلبكَ سروراً وأُنساً وابتهاجاً وفرحا، وصرت من الحزب الذين ابيضت وجوهُهُم واستنارت، تمشي بين الخلائق رافعاً رأسك خالياً ظهرك من الأوزار، يُعرف في وجهك نضرة النعيم….
وأن تكن الأخرى والعياذ بالله بأن خرجت صحيفة البعيد مملوءة بالمظالم ومقته ربه ولعنه، ونكّس المجرم رأسه، مسوَدَّ الوجه أزرق العينين من العذاب، وأخذته الزبانية يسحبونه على وجهه في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا على ملأ من الخلق وهم ينظرون إليه وهو ينادي بالويل والثبور.{لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً}. فما أعظم جُرم من يستتر ويحترز خشيةَ الافتضاحِ من الناس، ولا يخشى الافتضاح عند علام الغيوب.
أيها الكرام
علينا أن نشحذ الهمم ونقوّي العزيمة في نفوسنا حتى ننتصر على جحافل الشياطين، ونحول هزيمتنا منه إلى نصر عليه. لهذا علينا أن نعلم ونعمل، ولا نعمل إلا بعلم، حتى يكون عملنا تاماً يحبه الله تعالى، خالصاً من الرياء والشبهة، نزيهاً من الغرور والكبرياء. لأن الغرور آفة كل خير ونهاية النهاية لا بدايتها، ومن الغرور أن تعجب بعملك والله أعلم به، لا تدري لعله فتح أمامك باب العمل وأغلق دونك باب القبول.
على هذا اسمحوا لي أن أختم الخطبة بهذه القصة التي تُحكى عن عابد ظل يعبد الله خمسمائة عام، لا معصية ولا خطيئة، وكان هذا العابد يقض أيامه ولياليه صائماً قائماً، راكعاً ساجداً ذاكراً لله، وقد دعا هذا العابد بثلاث دعوات: أن يموت ساجداً وألا يأكله الدود وأن يبعث في أمة وحده.
فاستجاب الله تعالى وقبل دعاءه، وبعد وفاته وقابل جبار السماوات والأرض تبارك وتعالى، فأمر الله تعالى ملائكة الرحمة أن تأخذ بيده إلى الجنة برحمته تبارك وتعالى. فرفض هذا الرجل وقال: بل أريد أن أدخل الجنة بعملي (الغرور) فقالت الملائكة بل برحمة الله، قال بل بعملي، فقال الله تعالى للملائكة إنه أبا الفض فعاملوه بالعدل، وأحضرت الملائكة صحفه الخمس، صحيفة الأوامر وصحيفة الحقوق وصحيفة النواهي وصحيفة الواجبات وصحيفة النِعَم…. أما صحيفة الأوامر فقد أداها كما أمر الله على خير أداء فنجا جزء منه، وأما صحيفة النواهي فقد انتهى عن كل ما نهى الله فنجا جزء آخر منه وأما صحيفة الحقوق فقد أدى ما عليه من الحقوق كما أمر الله فنجا جزء آخر منه وأما صحيفة الواجبات فقد أداها كما يجب وكما أمر الله فنجا جزء منه، فلم يبق إلا الخمس منه، ثم جيء بصحيفة النّعم، وهنا نتذكر نعمة الغيث التي أنعم الله بها علينا هذه الأيام رحمة بالأطفال الرضع والبهائم الرُتّع، علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي جاءت بعد قنوط، لا أن نزيد في المعاصي. وأعود إلى ذلك الرجل عندما جيء بصحيفة النعم، وزنوا عبادة خمسمائة عام في مقابل نعمة واحدة وهي البصر فقط، فأطاحت نعمة البصر بعبادة خمسمائة عام وأمر الله به إلى النار، عندها جعل ينادي يا ري برحمتك برحمتك، حتى النبي يقول إلا أن يتغمدني الله برحمته. أو كما قال ويا فوز المستغفرين استغفروا الله.إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبينين ويجعل لكم أنهاراً………………
eman- المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 25/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء أغسطس 02, 2011 5:24 pm من طرف زائر
» الإجهاض أحكامه
الخميس ديسمبر 02, 2010 2:56 pm من طرف زائر
» واحة رمضان
السبت أغسطس 07, 2010 4:04 pm من طرف المشرف
» مواريث
السبت أغسطس 07, 2010 3:58 pm من طرف المشرف
» مأثورات الصباح والمساء
الإثنين يونيو 21, 2010 7:22 am من طرف المشرف
» حرب حزيران ومعركة اليرموك
الإثنين يونيو 21, 2010 7:20 am من طرف المشرف
» الحسد
الإثنين يونيو 21, 2010 7:19 am من طرف المشرف
» لن تجدها في كل الصيدليات العالمية
السبت سبتمبر 12, 2009 11:13 am من طرف المشرف
» الــقــارئ ابـــراهـــيـــم الــجـــبـــريـــن و الــشــيـــخ هـــانـــي الـــرفـــاعـــي
السبت سبتمبر 05, 2009 7:11 am من طرف eman